ثاني اكسيد اللغة

ثاني اكسيد اللغة: مُفردة قد تصنع الفرق

لا يعود المرء للكتابة وهو بخير، الذي يكتب يعالج نفسه من شيءٍ ما.

قرأتُ معلومة تقول أن البكاء مرادف للامتلاء وليس الحزن، لذلك يبكي الحزين والسعيد والوحيد والخائف، وأعتقد أن الكتابة لها ذات المعنى.
لماذا نكتب؟ أو بالأصحّ لماذا يتعنّى الإنسان لتشكيل المفردات و رصّها وهو في أشدّ حالاته حزنًا أو سعادة؟
يُولد الإنسان على الفطرة في كل شيء. ومنها الفطرة في تفريغ مشاعره، لذلك يبكي الطفل دائمًا لأنّها لغته الوحيدة إلى أن يتعلّم النطق، يكبر فيتعلم تفريغ مابداخله عن طريق اللعب، يكبر أكثر وتتغيّر طريقته في التعامل مع تلك الطاقة والمشاعر. وكلّما كبُر الإنسان قلّت سهولة الطرق التي يستطيع فيها التفريغ عمّا بداخله.


يكبر المرء وتكبر معه خصوصيّته التي يجد صعوبة في إظهارها. ولأنّ الإفصاح عن المشاعر قد يكون صعبًا في كثير من الأحيان؛ نلجأ للكتابة. ربما نحن نكتب لكيلا نشعر بالوحدة، لأن الكلمات التي نبتلعها تتحوّل إلى أوجاعٍ جسديّة، ولأن اللغة هي الوسيلة الوحيدة للتواصل البشريّ… نكتب.

لماذا نكتب؟

من وجهة نظر البعض:

الكتابة أنا أعتبرها ملجأ وملاذ بعد الله سبحانه وتعالى، وتنفّس عن شي في صدر الشاعر أو الكاتب، هي المهرب الأكثر أمانًا أقدر أقول؟ واللي يعود علي بأقل خسائر ممكنة.

صلاح

إذا اجتاحتني مشاعر ما أفهمها أكتب، و إذا فرحت أكتب، وإذا حزنت أكتب، من خلال الكتابة وجدت طريقه في تهدئة تسارع أفكاري و مواسة لمشاعري و تهذيب لنفسي من خلال المعكوس مني على الورقة أمامي، فبهدوء أكتشف أخطائي السلوكية و المنطقية مهداة إلي مني. لجأت للكتابة لأفهم نفسي ومن خلالها أعطي نفسي الوقت لأفهم و أتبين أكثر، كيلا يقع مني مغالطة معينة أو سوء فهم لشيءٍ ما.

عبدالله

أكتب عشاني لو ما كتبت ما أحس إني بخير، أكتب عشانه شيء يشبه التنفس، لو ما كتبت أختنق، لمن يكون شيء يوصفك .. يعبر عنك؟

أمجد

ونحن هنا سنكتُب مادامت اللغة، ونكتُب مادامت لغة القلوب غامضة، رُبما يبعثنا الله لمواساة من لايستطيع إخراج مشاعره بالكتابة، يُقال أن القارئ يبحث في قراءاته عمّا يُشبهه أو يصف مابداخله.

نرجو أن تكون مدوّنة فتيلة ترجمةً لما في الأنفُس.

شارك هذا المحتوى